قطعة قماش تميّزنا
ملابسي تعبر عني. ومظهري يعبر عني. يعبران عن سذاجتي وبساطة عقلي وبالطبع عن وعيّ. أو لننسى الكلمات هذه ونتخيل مع بعضنا أننا بلا ملابس، عراة، وآدم أتى من دون ورق الشجر حوله، وأسلافنا لم يهتموا بالكسوة، وجسمنا قد تكيف على ظروف العري. هنا قد نستطيع القول أن إما الطرابيش أو البرانيط أو الثوب أو الرداء يبرزوا أحوالنا الشخصية.
ففي التاريخ منذ نشأة الإنسان وفي مختلف الحضارات، كان العرف أن الملابس تدل على الطبقة الإجتماعية أو الطائفة الدينية أو حتى القومية. فعلى سبيل المثال، كان الفرعون ملك مصر ما ارتدى إلّا الغطاء المخطط بالذهبي واللون النيلي أو الطبقة الزرقاء ذاتها التي ظهرت في العصور الوسطى ومثلت "النبلاء" والأثرياء، والتي نساؤها لبسن الفساتين الفضفاضة والمزركشة في أبهى الألوان مرتدين قبعة تحمي بشرتهن الرقيقة من أشعة الشمس. أو بلادنا العربية سابقًا وارتدائهم للعقال ممثلين أصلهم وقوميتهم. وحتى من قبل إختراع القماش عندما ارتدوا إما أوراق الأشجار أو جلود الحيوانات من الأقوياء منهم. وهنا علمنا أن الملابس سبب رئيسي للتمييز الطبقي والديني والقومي.
فكل هذه الأمثلة لم تكن فقط للذكر، بل مثلت في قصص حقيقية برهنت ما كتب. كحكاية النبيل الذي دعي إلى حفلة في القصر، وقرر مفاجأة الناس بحضوره بملابس بسيطة جدًا مقارنة لهم. ولم يستطع النبيل دخول الحفلة بسبب ملابسه، وقرر الانتقام بطريقة ذكية باستخدام حيلة ليبرهن للناس أن الملبس يميز. وعاد ودخل بكامل أناقته، متجهًا إلى الطعام لكي يعبأ جيوب ملابسه، حينها نظر له الأغنياء بتكبر وعليّ على همجيته، فأجابهم :"لم ترسل الدعوة لي، بل لملابسي".
فكل هذه الأمثلة لم تكن فقط للذكر، بل مثلت في قصص حقيقية برهنت ما كتب. كحكاية النبيل الذي دعي إلى حفلة في القصر، وقرر مفاجأة الناس بحضوره بملابس بسيطة جدًا مقارنة لهم. ولم يستطع النبيل دخول الحفلة بسبب ملابسه، وقرر الانتقام بطريقة ذكية باستخدام حيلة ليبرهن للناس أن الملبس يميز. وعاد ودخل بكامل أناقته، متجهًا إلى الطعام لكي يعبأ جيوب ملابسه، حينها نظر له الأغنياء بتكبر وعليّ على همجيته، فأجابهم :"لم ترسل الدعوة لي، بل لملابسي".
وربما الأمثلة كلها لن تؤكد على ما نريد إيصاله بل ملابسنا تثبت. وما علينا إلّا العودة إلى الخيال مرة أخرى، ونعيش في الحاضر ونريد الحماية لجلدنا وجسدنا، ولكن كلنا متماثلين في الملابس، ونعود لطرح سؤالنا الأسمى ومع تخلصنا من الموضة، هل سنواجه التمييز؟ والجواب من وجهة نظري، بالطبع لا. فإن سبب المقالة لم يكن في نقد طراز الملابس أو ما تبرزه عنا، بل لإظهار تأثيرها علينا نحن كبشر فإضافة التفرقة والتصنيف. ونقول: "قطعة قماش تفرقنا".
Comments
Post a Comment