Films and Videos

Memories from Lydda

In the Memory of Grandpa

Book Review - Around the World in 80 Days

Book Review - The Prophet

أيقونة الشعر الأبيض المجعد




قبل القراءة: الرجاء الانتباه أن اختيار الكلمات كان بعناية وحذر تام، تخوفًا من أي لبس في فهم المعنى المقصود.



"إن أشد ما يذعر له المجتمع الذكوري أن تثبت المرأة تفوقها في التعليم والعمل في المجالات العلمية والفكرية وسبب الذعر هو خوفهم من أن تتذوق النساء سعادة العمل الفكري ولذته (اللذة المحرمة) فينجرفن في ذاك الطريق ولا يجد الرجال من يخدمهم في البيت ويطبخ لهم ويغسل سراويل الأطفال."
مقولة للكاتبة والناشطة الحقوقية الراحلة نوال السعدواي عن الذكورية وأثرها على المجتمع إمّا على الرجل نفسه أو على النساء اللواتي يحيطونه. فإن كلمة الذكورية المشتقة من الذكر لا معنى لها واضح في المعاجم سوى:"مصدر صناعيّ من ذُكُورة: رجوليَّة ذكوريَّةُ الرّأي/ الجَسَد"، مما يعلمنا بأن المعنى نصنعه بأنفسنا وعادة - مع الأسف الشديد- يكون نتاج المجتمع. المجتمع ذاته الذي يتحكم به الرجال. حينها تندمج الثقافة والعادات والتقاليد في مفهوم الذكورية المعرّف من قبلهم، مما يؤدي لقمع المرأة من حرياتها وحقوقها الموجوبة عليها، فهذا الكلام معلوم من قبلنا كلنا ولكن لا ندركه. فإن الذكورية قضية بدأت منذ نشوء الخليقة، مستمرة في أي بقعة يعيش عليها الإنسان في الأرض. فمن الطبيعي ظهور العديد من كتاب مشاهير من أنحاء العالم يتناقشون القضية في روايتهن/م وقصصهن/م ومسرحياتهن/م.

فقد رحلت  صاحبة الشعر الأبيض المجعد عن عالمنا. صاحبة النظرة المستقبلية المليئة بالتفاؤل والأمل بالتغيير وإنهاء موارييث نتجت عن إكمال مسيرة بطرايركية ميزوجينية تحيطنا من كل مكان، تهيمن على عقول أولادنا وأطفالنا دون معرفتنا.

فها هي قد رحلت في سلامٍ. لكن من سيكمل مسيرة التأثير والتغيير لظاهرة سببها طرف متغطرس نرجسي في المجتمعات كافةً حول العالم؟


وعلى ذكري هذا الفقدان الذي عززَّ بداخلنا الأمل، لقد ذكرّني جدي البارحة عندما رآني أغسل طبقي بعد الغداء قائلًا:  

"أتذكر طفلًا كان عمره أنذاك ست سنوات قد سأل جده ضاحكًا وهو يغسل الأطباق، <<هل يوجد رجل ينظف المواعين؟ إنه عمل للنساء!>>، وها أنت تغسل مثل الجد تمامًا يا حفيدي."

 فبعد هذا التعليق أحسست بالتعجب وليس بالاستغراب فقد علمت أن المحيط الذي كنت أواكبه علّمني كطفل صغير في الصف الأول أن المطبخ وحاجيته للنساء، والمكتب والعمل خارجًا للرجال فقط. ربما كان درسًا ايقاظيًا لي، علمت بأن بيئتي كانت ملوّثة بهذه الأفكار المتوارثة التي تضر ولا تنفع.


فيا أيقونة التفكير! ويا أيقونة الحرية! اتتخيلي، نعتوكِ بالشمطاء لأنك واجهتهم بالحقيقة. اتتخيلي، أن كفاح الثمانون عامًا سيخلد تحت اسم نوال. فأنت حقًا نلت ذاك المنال، منال السمو والإكرام. لن ينساك أحد، ذكر أو أنثى، فأنت أيقظتهم من سباتهم العميق الذي وضعنا في دوامة من الأسئلة والأحكام العمياء.

إلى الوداع يا نوال، يا صاحبة السعادة.

Comments